خلال ندوة نفذتها الكلية كُتَّاب ومُفَكرون: صياغة برنامج وطني على أساس المقاومة هو الخيار الأمثل لمواجهة مخطط تصفية القضية

أكد كُتّاب ومُفَكِّرون فلسطينيون أن صياغة برنامج وطني شامل على أساس المقاومة هو الخيار الفلسطيني الأمثل لمواجهة مخطط الإدارة الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية وفق الرؤية الصهيونية.. جاء ذلك خلال ندوة سياسية عقدتها كلية العودة الجامعية بالشراكة مع معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية بالشراكة مع كلية العودة الجامعية في مدينة غزة، تحت عنوان: قراءة في نتائج الانتخابات الصهيونية 2019م. وفي مداخلته حول المشهد الصهيوني في ضُوء نتائج الانتخابات الصهيونية أكد ورئيس قسم العلوم السياسية والإعلام في جامعة الأمة عدنان أبو عامر أن البعد الشخصي طغى على مشهد الانتخابات الصهيونية، وأن فوز نتنياهو في ولايته الخامسة منحه لقب 'ملك ملوك إسرائيل' نظراً لاستمراره لأكثر من اثنتي عشرة سنة متواصلة على رأس الحكم في دولة الاحتلال، مشيرا إلى أن عدم تجانس الائتلاف الصهيوني المعارض وتردي البيئة الإقليمية، كانت من العوامل المهمة التي ساهمت في تحقيق الفوز لصالح نتنياهو في الانتخابات. وأضاف أبو عامر أنه بالرغم من كَون 60% من الجمهور الصهيوني يرى نتنياهو شخصية فاسدة وفق استطلاعات الرأي، إلا أن الشارع الصهيوني بات مقتنعا أن نتنياهو هو الأقدر على قيادة دولة الاحتلال في هذه المرحلة بسبب ضعف الشخصيات المنافسة. وحول رؤيته للمرحلة المقبلة أوضح أبو عامر أن نتنياهو بات قادرا على تشكيل حكومة يمينية بدعم من الأحزاب اليمينية التي حازت 65 مقعداً في انتخابات الكنيست الأخيرة، متوقعاً أن يقوم نتنياهو بتثبيت تفاهمات التهدئة مع غزة بعد تشكيل حكومته الخامسة. وفي مداخلته حول انعكاسات الانتخابات الصهيونية على الحالة الفلسطينية فقد أكد الرئيس السابق لشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية محسن أبو رمضان عدم وجود خلاف جوهري بين الأحزاب اليمينية الصهيونية وفي مقدمتها حزبي الليكود بزعامة نتنياهو وأزرق أبيض بزعامة الجنرال بيني غانتس، مضيفاً أن تشتت أصوات فلسطينيي الداخل المحتل وتفكيك القائمة العربية المشتركة أسهم في فوز نتنياهو في الانتخابات. وأشار أبو رمضان أن خطة ترامب لتصفية القضية الفلسطينية هي تطبيق فعلي لرؤية نتنياهو لحل الصراع، والذي يرفض بدوره فكرة إقامة دولة فلسطينية أو تقديم الحد الأدنى للفلسطينيين، وأردف أبو رمضان أن دولة الاحتلال تسعى لإحياء روابط القرى في الضفة المحتلة على حساب سيادة السلطة الفلسطينية، وأنها ترى في قطاع غزة الكيان المستقبلي للشعب الفلسطيني بهدف التخلص من العبء الديمغرافي للاجئين الفلسطينيين الذي تمثل غزة ثِقَلَه الأكبر. كما أكد أبو رمضان ضرورة وضع رؤية فلسطينية شاملة توحد الكل الفلسطيني، وفتح أبواب منظمة التحرير أمام الفصائل الفلسطينية سيما حماس والجهاد الإسلامي، منوهاً إلى أهمية عقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية والشروع في انتخابات شاملة، أو تشكيل هيئة وطنية جامعة وفق التوافق الديمقراطي الفلسطيني. وفيما توقع الباحث السياسي وائل المبحوح نجاح محاولات نتنياهو خلال الفترة المقبلة في تفكيك ائتلاف غانتس المعارض، ما يعني عمليا تعزيز قوته في مواجهة الفلسطينيين، ونوّه الكاتب الفلسطيني جمال أبو عامر إلى ضرورة استفادة الفصائل الفلسطينية من نتائج انتخابات الاحتلال سيما فشل أحزاب اليسار الصهيوني، مضيفاً أن الشعب الفلسطيني بات يبحث عن إنجاز ملموس يستطيع من خلاله تقييم الفصائل الفلسطينية. وحول نوايا نتنياهو المعلنة بفرض سيادة دولة الاحتلال على الضفة المحتلة تنبأ الخبير في القانون الدولي عبد الكريم شبير إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعترافه بسيادة دولة الاحتلال على الضفة المحتلة قبيل الانتخابات الأمريكية المقبلة، ولمواجهة هذا المخطط الصهيوني أكد الباحث والأكاديمي عماد أبو رحمة على أهمية مضاعفة القوى الفلسطينية لجهودها في إتمام الوحدة الفلسطينية على أساس برنامج المقاومة على أن تشمل جميع الساحات التي يتواجد فيها أبناء الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها الضفة المحتلة، مؤكداً حاجة الشعب الفلسطيني إلى التوافق على أجندة وطنية شاملة بدعم عربي وإقليمي ودولي. أما الباحث في مركز أبحاث المستقبل محمد الرنتيسي فقد لفت إلى أهمية تفعيل الفصائل الفلسطينية لكافة أشكال المقاومة الشعبية والحقوقية والمسلحة وأيضاً تعزيز مقاطعة الاحتلال PDS وعدم إغفال أهمية المفاوضات كوسيلة تحرر جنباً إلى جنب مع مقاومة متكاملة بكافة أشكالها الرسمية والشعبية.