ملخص البحث |
تكتسب الدراسة التي نقدمها أهميتها من كونها الدراسة الأولى بالعربية التي بحثت في جذور الدعوات اليهودية التي طالبت بتهجير اليهود من الغرب الأوربي وإقامة دولة يهودية لهم في فلسطين, وتعود تلك الدعوة إلى نهاية العصور الوسطى؛ حيث بدأت هذه الدعوة تُدرس فوائدها في الغرف الأوربية المغلقة منذ سنة 1523م, وكان كل ملك أوروبي صاحب قرار يدرس الفكرة جيدًا رغبة في تحقيقها بأية وسيلة؛ لأنها سوف تحقق فوائد جمة! لكن الأمر الذي منعهم من المضي قدمًا في تنفيذها آنذاك كان جدّ خطير, وهو وقوع فلسطين تحت سيادة الفارس المغوار الذي لم يستطع أحد مبارزته, فضلًا عن هزيمته! هذا الفارس هو الدولة العثمانية التي كانت وقت طرح فكرة إقامة دولة اليهود في فلسطين أول مرة, فارسًا مغوارًا, يتوغل في أوروبا بخطى حثيثة, فأخذ بلغراد 1521م، ثم رودس 1523م، وكانت إحدى الجيوب الصليبية الأوروبية المزعجة في البحر المتوسط, وتطلع الفارس العثماني المرعب إلى فيينا؛ تلك العاصمة العنيدة.. وهكذا كانت الدولة العثمانية تقف حائط صدٍّ أمام أية أطماع، فضلاً عن التطلعات العثمانية ذاتها؛ لذلك أجَّل الغرب والجماعات اليهودية الفكرة المطروحة دون نسيانها, حتى تتهيأ الظروف لذلك. |