ملخص البحث |
مما لاشك فيه أن البحث في ثنائي "الجفاف والهجرة الداخلية في موريتانيا من خلال مدينة نواكشوط" سيكفل الباحث فيه الكشف عن موضوع متشعب وشائك، ويحتاج لدراسات مفصلة لما له من أهمية خاصة إذا تعلق الأمر ببلاد عانت منذ استقلالها من هذا الثنائي الحرج، الذي كان له دور كبير في التحركات السكانية التي شهدها المجال الوطني.<br />
وتأتي هذه الدراسة لتسليط الضوء على الترابط الزمني بين هاتين الظاهرتين، وكيف انعكستا على تطور ساكنة أهم مدينة في البلاد، فمنذ العقد الأول من استقلالها عرفت موريتانيا نوبة جفاف حادّ، كانت بداية فعلية لانتقال المجتمع من مجتمع يمتهن التنقل والترحال في مجال فسيح تطلعًا لرعي أو لزراعة مطرية غالبًا ما يمارسها لسد حاجته الغذائية، إلى مجتمع يتجه للتقري والاستقرار في مدن ناشئة في معظمها كان لنوبات الجفاف وانعكاساتها دور كبير في توسعها، حيث ارتبط هذا التوسع في معظم حالاته بتكرار الظاهرة التي كان لها وقع ملحوظ على المجال والسكان معًا، فإذا كان الأول قد تضرر بسبب تراجع التساقطات المطرية وما ترتب عنها من تقلص للمساحات الزراعية والرعوية، فإن الثاني أي السكان لم يكونوا أوفر حظًّا من مجالهم المتدهور الذي لم يعد يوفر لهم العيش الكريم، فكانت عمليات النزوح أو الهجرة هي البديل الذي لجأ له البعض للبحث عن تحسين ظروفهم المعيشية.<br />
ونظرً الحداثة الدولة وقلة التمدن وانعدام سياسة وطنية تأخذ بعين الاعتبار التحولات الناجمة عن الجفاف؛ فإن مدينة نواكشوط كانت الوجهة المفضلة لأغلب هؤلاء. ورغم عدم استعدادها لاستيعابهم إلا أنها ظلت الأكثر استقطابًا لهم، لما تحظى به نسبيًا من خدمات لا تتوفر في بقية المدن الناشئة الأخرى. وكان لهذا الاستقطاب انعكاسات ملحوظة على التوسع الفوضوي للمدينة، حيث أصبح هذا التمدد يرتبط في أغلب حالاته بموجات الهجرة المدفوعة بنوبات الجفاف، وإن كانت هناك عوامل مختلفة قد تضافرت لتسهم في دفع هؤلاء المهاجرين إلى أهم مدن البلاد.<br />
الكلمات المفتاحية: الجفاف، الهجرة، نواكشوط.<br />
|