العدد الأول ، تاريخ النشر: 06/2017
انعكاسات التدخّل العسكري الروسي على الموقف التركي من الأزمة السورية
الباحثون أ.د. أسامة محمد أبو نحل
ملخص البحث إن ما حدث في سوريا من حِراكٍ شعبي في منتصف آذار (مارس) 2011، لم يكن حدثاً عادياً يمكن لدولةٍ كبرى كروسيا أن تمرَّ عليه مرور الكرام، فتداعيّات هذا الحِراك سرعان ما تحوّل إلى أزمةٍ إقليميةٍ ودوليةٍ عاصفة. فسوريا تعدُّ آخر بؤرة لمناطق النفوذ الروسي في منطقة الشرق الأوسط، وفقدانها يعني خسارة كبيرة لروسيا؛ وبالتالي لن يكون بإمكانها لاحقاً استعادة دورها التاريخي والسياسي في مجمل المنطقة. من هنا، كان لا بدَّ لروسيا أن تعمل جاهدةً على إفشال المخطّطات الإقليمية والدولية لإسقاط النظام السوري؛ لكي تحتفظ لها بموطئ قدم ليس في سوريا فحسب بل وفي المنطقة بشكلٍ عام، حتى ولو في حالة بقي هذا النظام ضعيفاً.<br /> وكان للتدخّل العسكري الروسي في الأزمة السورية انعكاسات خطيرة على السياسة التركية تجاه هذه الأزمة، منها: بدء انكفاء سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته عن المشهد الإقليمي من ناحية، وما يعقب ذلك من خروج تركيا نهائياً من المشهد السياسي الإقليمي، تاركةً الباب على مصراعيه لدولةٍ منافسةٍ كإيران لتزعّم العالم الإسلامي لاحقاً. ومن ناحيةٍ ثانية، وقوع تركيا بين فكي الكمّاشة الروسية من الشرق والجنوب، ما يعني إضعاف دورها في حلف الناتو. ومن ناحيةٍ ثالثة، خسارة حكومة حزب العدالة والتنمية لشعبيّتها التي بنتها على مدار سنواتٍ طويلة، ومن ثمَّ خروجها نهائياً من المشهد السياسي التركي.<br />
قراءة البحث