العدد الثامن ، تاريخ النشر: 06/2021
المقاومة العسكرية والثقافية ضدَّ الاستعمار الفرنسي في موريتانيا
الباحثون الشيخ باي ولد محمد الأمين
ملخص البحث لقد شهدت موريتانيا منذ بدء دخول الاستعمار الفرنسي إلى أراضيها أنواعًا مختلفة من المقاومة، شملت المقاومة العسكرية، والمقاومة الثقافية. حيث عرفت هذه المقاومة مشاركة مكثفة للعلماء والأمراء والقيادات العشائرية الذى كانوا في مقدمة ركب المقاومة في أغلب معاركها في عموم التراب الموريتاني، غير أن ذلك لا يعني بالتأكيد غياب فئات المجتمع الأخرى التي أسهمت في هذا المجهود الوطني كل من موقعه، ففي الجنوب الغربي الموريتاني لا سيما في أراضي الترارزة والبراكنة واجه الاستعمار مقاومة عسكرية، رغم أنها لم تكن في مستوى الحدث الاستعماري، إلا أن المقاومة استطاعت أن تكبد المستعمر خسائر كبيرة في الأنفس والعتاد "البنادق، والرصاص، والسيوف، وبعض الدواب"، حيث جربت المقاومة في هذه المنطقة أسلوب الكمائن والغارات الخاطفة على المراكز التي أنشاها المستعمر الفرنسي في المناطق الخاضعة له، وكان في مقدمة المجاهدين في هذه المنطقة أمير البراكنة أحمدو الثاني ولد سيد أعلى وابنه سيد أعلى الملقب "ولد عساس"، فقد خاض الأمير أحمدو معارك حاسمة ضد الاستعمار الفرنسي بفرده أو بالاشتراك مع غيره من أمراء البلاد، حيث شارك في البراكنة مجاهدون من خارج مجالها، من أمثال الأمير بكار ولد أسويد أحمد وغيره من المجاهدين.<br /> وعلى الجبهة الثقافية وفى مواجهة التيار المهادن للاستعمار الفرنسي برزت رؤية أخرى نظر لها وتزعمها الشيخ ماء العينين وأبناء ما يابا والشيخ عبد الجليل ولد الشيخ القاضي، والشيخ سيدي المختار ولد أحمد الهادي وغيرهم من علماء البلاد، ودعا أصحاب هذا الرأي إلى الجهاد والهجرة ومقاطعة المستعمر وعدم التعامل معه ومقاطعة مدارسه، وارتكزت أدلة هذه المجموعة على ما ورد في الكتاب والسنة في وجوب الجهاد والترغيب فيه وإظهار مزاياه ومنافعه، وما يترتب على تركه من الهوان والخنوع، فكانت المحظرة والزاوية والمسجد دروعًا واقية وصمامات أمان للهوية العربية الإسلامية ولقيم المجتمع وموروثه الحضاري بكل مظاهره وتجلياته.<br />
قراءة البحث